كيف تستفيد قطر من “الابتكارات” خلال فعاليات عام 2022

متحدثون من “ابتكار” و”جامعة قطر” و”اللجنة العليا للمشاريع والإرث” و”بونوكل” يناقشون أهمية المنظومة الابتكارية في قطر

الدوحة: رؤيةسبورت– استضافت “ابتكار”، المزود الرائد للحلول المبتكرة في قطر، جلسة خاصة لعرض بعض الحلول المبتكرة التي ساهمت في رسم معالم عام ٢٠٢٢ في الدولة، بالتركيز على الإبداع والشمولية والاستدامة.
حملت الجلسة عنوان “تقديم الابتكار خلال فعاليات عام ٢٠٢٢”، وشهدت نقاشات بين قادة الابتكار ممن ساعدت الحلول التي قدموها في تنظيم الفعاليات الكبرى المنظمة من قبل الدولة.
استهل الجلسة السيد المهندس نايف الإبراهيم، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “ابتكار”، بالقول: “لقد ركزنا على تقديم حلول قائمة على الابتكار ليستفيد منها السوق المحلي. ونحن فخورون بالمسار الذي اتبعناه، والدور الذي نؤديه في سبيل تطوير بيئة الابتكار في قطر”.
وأضاف الإبراهيم: “نحن سعداء بما حققناه حتى اليوم. لكننا نتطلع للتقدم خطوة إضافية، إذ نسعى لتأسيس منتدى مفتوح للجميع لمناقشة الابتكار، و لنتيح للخبراء مشاركة أفكارهم مما يساعد في نقل المعرفة. ونعتقد أن هذه الخطوة تحمل أهمية كبرى لنا، خاصة خلال هذه المرحلة التاريخية التي نعيشها كدولة”.
وتطرق الإبراهيم إلى أهمية الابتكار بالنسبة لدولة قطر على وجه التحديد، والدور الذي لعبته في تنمية الدولة، بالإضافة إلى تسريع سعيها نحو اقتصاد قائم على المعرفة مع ضمان النمو الاقتصادي المستدام للأجيال القادمة.

خلال الجلسة، تحدث الدكتور سعود عبد العزيز عبد الغني، المهندس الميكانيكي والأستاذ المشارك في كلية الهندسة بجامعة قطر، عن مساهمة الابتكار في خلق تجارب مريحة وممتعة للحضور، وأيضاً مساعدته في تعزيز أنماط الحياة الصحية ضمن المجتمع القطري. وأشار إلى أن التبريد هو جزء من الحياة اليومية في قطر، وقال “يمكننا الآن استخدام التكنولوجيا والابتكار حتى نتمتع جميعًا ببيئتنا الخارجية أكثر. من هنا نجد أن الإنفاق الحكومي على هذا النوع من التكنولوجيا يكون له عائد كبير من خلال تأثيره الإيجابي على صحة السكان، ما يعني تقليل تكاليف الرعاية الصحية ورفع الإنتاجية”.
وفيما يتعلق بتقنية التبريد التي يعمل على نشرها في الملاعب القطرية وغيرها من المناطق الخارجية، قال عبد الغني: “من خلال الجمع ما بين العزل والتبريد ضمن مساحة محددة، يمكننا تبريد المناطق التي يحتاجها الناس فقط، مع القدرة على مراقبة تصوراتهم لدرجة الحرارة في البيئة المحيطة بهم. وهذا يجعل أنظمتنا أكثر صداقة للبيئة، وهو ما أثبته تصميم الاستاد الذي يحافظ على الهواء البارد بالداخل. هذه التكنولوجيا هي أداة لتغيير قواعد اللعبة في البلدان الحارة، حيث يمكن بعد ذلك استخدام المرافق الرياضية على مدار السنة. هذا هو إرث كأس العالم في عملنا”.
وعند مناقشة بيئة الابتكار في الدولة، أشار الدكتور عبد الغني إلى أن قطر تعرّف نفسها من خلال جودة مفكريها، ورؤاها ومهاراتها، ومن خلال تحويل التحديات إلى فرص. وقال: “نحن نعلم أن كونك مبتكرًا لا يقتصر على معالجة المشكلات، ولكنه يتعلق بتطبيق التفكير على مواقف محددة، والبناء والاستفادة من التجارب السابقة. نحن بحاجة إلى أن يؤمن الناس بالابتكار، وهو ما قامت به الحكومة القطرية، واستفادت من جامعتنا كنقطة انطلاق. لقد اخترنا عمدًا عدم تطبيق براءات الاختراع على ابتكار التبريد هذا، بحيث يمكن لأي شخص من جميع أنحاء العالم استخدام هذه المعرفة وتطبيقها “.
من جهته، تطرق السيد محمد نبيل العطوان، مدير إدارة المرافق في استاد974 التابع للجنة العليا للمشاريع والإرث، إلى دور الابتكار في إنشاء الملاعب القطرية. وقدّم لمحة عامة عن عملية بناء كل ملعب، وكيف سيتم استخدامها بعد عام 2022، بما في ذلك ملعب 974 الذي تم بناؤه باستخدام حاويات مستدامة، وسيتم تفكيكه لاستخدامه في الفعاليات المستقبلية.
وقال العطوان: “نحن نستفيد من الزخم الذي تضفيه بطولة كأس العالم لكرة القدم في تسريع تحقيق رؤية قطر الوطنية ٢٠٣٠، ولإبراز هويتنا وثقافتنا الغنية، وتعريف العالم بها من خلال هذه البطولة”. مضيفاً: ” أردنا أن يكون للملاعب تأثير أوسع على الدولة، عوضاً عن كونها مجرد مكان مستقل دون أي مزايا أخرى. لذلك، كان من المهم أن نبدأ بعملية مشاركة المجتمع لمعرفة الاحتياجات الخاصة كل موقع على حدة”. وعن الإرث الذي ستتركه هذه البطولة، عبّر العطوان عن سعادته بأن “الإرث الرئيسي بالنسبة لنا هو الموظفين والموارد البشرية التي استثمرت البلاد وطورتها؛ هذا هو الإرث الحقيقي لقطر”.
بعدها، تحدث عبد الرازق علي، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة بونوكول، وهي شركة قطرية ناشئة في مجال التكنولوجيا مقرها في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عن كيفية استفادة شركته من الابتكار لإنشاء أول منصة ترفيه على الإطلاق تستخدم لغة برايل لخدمة المكفوفين. يهدف “بونوكول” إلى حل مشكلة الوصول إلى المحتوى في مجتمع المكفوفين، باستخدام مزيج من اللمس والصوت والحركة، لخلق تجربة متكاملة للمستخدمين.
وقد استضافت الشركة أول بطولة شاملة للرياضات الإلكترونية، ما يعزز مهمتها في سد فجوة إمكانية الوصول للفعاليات في قطر. وعلق علي قائلاً: “نريد الترويج لموضوع إمكانية الوصول للجميع خلال عام 2022. ويمكنا الإشارة إلى عامل مشترك هنا، حيث تعمل دولة قطر على تقريب المسافة بين الشرق الأوسط والعالم من خلال شغفنا بكرة القدم. ونحن في بونوكول نستخدم أيضًا شغف الألعاب لتضييق فجوة إمكانية الوصول للجميع، من مكفوفين ومبصرين”.

