دورى أبطال اوروبا

بنزيمة أضاء ليل مدريد بتمريرات فينسيوس .. وماركينوس !!

عامر تيتاوي

مثل الأحلام ، وأفلام الخيال العلمي ، وتقاليد بوليود التي لايقهر فيها البطل ، دارت مباراة ريال مدريد وباريس سان جيرمان في الدور ثمن النهائي لدوري ابطال أوروبا .
مواجهة مثيرة بطاقة انفجارية بدت وكانها في وقعها “الكروي” أقوى من مفاعل “تشرنوبيل” الذي تدور على مقربة منه رحى الحرب الآن في هذه اللحظات ، قوة ، إثارة وتحدي يفوق الوصف ، ومتعة فوق مستوى الشبهات ، فمن شاهد موقعة سانتياجو برنابيو ليل الأربعاء لايمكنه أن ينكر تلك المتعة التي سكبها على أرض الملعب كلا الفريقين الفائز وحتى المنهزم .
الشوط الأول جاء رائعا بنكهة “العطور الباريسية ” الفاخرة ، حيث رسم ابطال ونجوم باريس سان جيرمان ، بقيادة ” مبابي ” الذي تقارب سرعته طائرة ” الكونكورد ” الفرنسية التي تفوق سرعة الصوت ، الى جانب نيمار وميسي لوحة جميلة ،وقد جعلنا هذا الثلاثي نشعر في ثنايا الشوط الأول بأن الريال قد انتهى تحت وقع ضربات مبابي الذي احرز هدفا ، ألغى بداعي التسلل ، ولكنه عاد سريعا ليحرز هدفا لايستطيع ” الفار ” ولا العين المجردة انكاره ، بعد تمريرة سحرية من نيمار خلف المدافعين ، لم يجد ديفيد آلابا ولا كوروتوا بدا من فتح شباك مدريد ، واستقبال هدف بحدة “السكين ” المغروسة في قطعة “الزبدة “، وتلك كانت الرسالة المخيفة التي أرسلها القادمون من باريس، الى سكان مدريد .
ثم تخيل الجميع أن المواجهة قد إنتهت ، خاصة أن الباريسي المتقدم في قلب سانتياجو برنابيو ، جاء الى مدريد وهو متقدم بهدف في حديقة الأمراء ، وهاهو الآن يتقدم على الملكي في عقر داره ، وقد بدت دقائق المباراة تتسرب من بين ايدي “الملكي ” ، ولكن ملوك مدريد أصحاب الرقم القياسي في معانقة الأميرة الأوروبية ، لم يكونوا ليستسلموا أبدا ، ومن هنا بدأت جيوش الملك بنزيمة ” في تحين الفرصة المناسبة للإنقضاض على قلعة الباريسي وإحالة أحلام سان جيرمان الى كوابيس في تلك الليلة المدريدية متقلبة الأطوار .
لم يكن اقتحام حصون القلعة الباريسية ممكنا أو سهلا ، لكنه بدأ متاحا وقابلا للتحقق في مخيلة المدرب كارلو انشلوتي ، وبين اقدام كريم بنزيمة ، فقد كانت لتغييرات وتعديلات انشلوتي على التشكيلة المدريدية فعل السحر ، بينما كان لبنزيمة رأي آخر عندما قرر مزاحمة حارس الباريسي دونا روما وافقاده إتزانه وإجباره على تمرير الكرة الى المتحفز فينسيوس أو” فينوس ” الريال والذي أرسل الكرة على “طبق من ذهب” لبنزيمة ” الأب الشرعي” لإنتصار الريال التاريخي ، وقد برهن على ذلك بثلاثية تاريخية ، عندما تمكن من إضافة هدفين آخرين بمساعدة مدافعي الباريسي ، أشرف حكيمي الذي غطى على التسلل في مرة ، والقائد ماركينوس الذي مرر بنفسه الى بنزيمة في المرة الأخرى ، وقد قبل بنزيمة ” الهدية الباريسية” في مباراة لا يمكن نسيانها .
لقد تمكن كريم بنزيمة الذي تجاوز أهداف الأسطورة المدريدية ديستفانو محطما رقمه القياسي 308 هدفا ببلوغه للهدف رقم 309 ، من وضع نفسه واسمه في المقدمة مع كبار هدافي الريال راؤول جونزاليس وكريستيانو رونالدو ، وحفر اسمه بقوة في ذاكرة دوري الأبطال .
المدريديون سيذكرون هذا اليوم كثيرا ولن ينسون كيف اعادهم بنزيمة الى البطولة من عتبة باب المغادرة ، بيد ان بنزيمة أنساهم ولو مؤقتا كريستيانو رونالدو.

روح رياضية عالية
سننهض يامودرتش
لن نستسلم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى