رسالة من “بودربالة” إلى رفاق “زياش”
عامر تيتاوي –
أمل جديد تعيش على وقعه الجماهير الرياضية في المغرب وفي العالم العربي وفي أفريقيا، فقد أصبح المنتخب المغربي هو المتحدث الرسمي باسم هذه المنطقة من العالم والتي اتسعت فيها مساحة الحلم.
لقد صنع أسود المغرب الفرحة من خلال انتصاراتهم، وكذلك يتجدد الفرح دوما على وقع الإنجازات الكبيرة التي تحققت من خلال استضافة قطر لهذه النسخة من كأس العالم والتي تنظمها قطر وتسميها بطولة العرب.
سيناريو الحلم مازال عامرا بالتشويق والإثارة، فهو لم ينتهي على شواطىء جزيرة ايبيريا الإسبانية، فمازالت المهمة التالية في الإنتظار، وهي مهمة صعبة وعسيرة أمام منتخب البرتغال .
إن أسود الأطلس اللذين هزموا أسطول “الارمادا” الإسبانية ومنعوه من الابحار قبالة الشواطيء المغربية لن يسمحوا كذلك للبحارة البرتغاليين، ولن تكون مهمة أولئك البحارة مجرد نزهة في عرض البحر مثلما كانت معركتهم مع “عقارب” الساعات السويسرية التي حطموها ست مرات في 90 دقيقة .
والبرتغاليون يعرفون قوة المغاربة فلازالت أصداء معركة مونديال 1986 في المكسيك تتردد في فضاء كرة القدم العالمية، تلك المواجهة التي استطاع فيها المغرب الفوز على البرتغال بثلاثية مازالت ماثلة في الأذهان وتعيش في الوجدان المغربي، تلك المعركة التي استدعت التاريخ الأندلسي القديم عندما انتصرت الجيوش المغربية على البرتغاليين بقيادة الملك سبيستيان في معركة “وادي المخازن” التاريخية والتي فشل فيها البرتغاليون في بسط سيطرتهم على الشواطيء المغربية العصية، وننتظر ان تستعصى عليهم كذلك شباك الأسود بقيادة الحارس العملاق ياسين بونو.
ولأن حواء الكرة المغربية ولود وقد أنجبت أبطال معركة مونديال المكسيك، بقيادة عزيز بودربالة وخيري والحداوي والضلمي وزاكي بادو والبياز ، تهدينا اليوم فرسان الرهان رفاق أشرف حكيمي وحكيم زياش، ورأس الحكمة مخافة الله وليس الخوف من الخصم عندما يشتد إوار المعركة، وهذا ماننتظره من نجوم المنتخب المغربي الشجعان الذين افرحونا حد الفرح.
نعم هي مجرد كرة قدم، وهي تقبل الفوز والخسارة ، وفقا لقواعد الروح الرياضية، لكننا نتوق لنصر مغربي يحملنا إلى خانة الفعل الاستثنائي في الميدان، بعد أن نقلتنا قطر إلى آفاق النجاح الاستثنائي في التنظيم، وصنعت الدهشة لدى كل من كان لايؤمن بقدرة قطر، والفرحة لكل من يحب قطر .
بذات القدر ننتظر من نجوم المغرب أن يحلقوا بنا في فضاء جديد، وهم يعبرون مضيق جبل طارق مرة أخرى، يحملون مشاعل العلم والثقافة والحضارة، كما فعل أجدادهم قبل عقود من الزمان .