حظوظ المنتخبات العربية في كأس العالم 2022


الدوحة : حسام عبد الكريم
جاوزت الأمنيات بمشاركة عدد أكبر للمنتخبات العربية الواقع الماثل أمامنا، إذ لم ينجح المنتخب المصري ولا الجزائري في تسجيل حضورهم للدوحة، وأخفقت منتخبات أخرى كعمان والأردن في التصفيات الآسيوية. وبرغم ذلك ستصطف الحشود لدعم المنتخبات الأربعة الواصلة للبطولة وعلى رأسها صاحب الأرض والجمهور “العنابي” والأخضر السعودي وتونس والمغرب.
الرباعي العربي يسجل حضوره في النسخة العربية للمونديال، على أمل أن تقدم خصوصية الأرض المزيد من الدوافع للتقدم أكثر في أدوار المسابقة. فضلًا عن معرفة هذه المنتخبات بملاعب قطر وأجوائها، وهي التي خاضت تجربةً مشابهة قبل عام لحساب منافسات كأس العرب، وما أشبه الليلة بالبارحة.
صاحب الأرض “العنابي” أو “الادعم” كما يحلو للجميع تسميته، و في أول تشريف له للمونديال، يقص شريط الافتتاح بمواجهة الإكوادور وقد تمنحه خصوصية الأرض والجمهور فرصة لتسجيل انطلاقة مميزة يحط بها أولى الخطوات نحو بلوغ الدور المقبل. الفوز على الإكوادور يبقى مطلبًا جماهيريا لرفع درجة التحدي قبل مواجهة السنغال والتي قد تكون محطة عبور للدور القادم، فهل سيُهدي سانشيز شعب قطر والأمة العربية من خلفها هذا الشرف؟

وليس بعيدًا عن قطر، سيكون الأخضر السعودي حاضرًا في العرس المونديالي للمرة السادسة، لكن الطموحات لم تعد مقتصرة على المشاركة وحسب، فأقل ما يتطلع له هيرفي رونارد – ربان الكتيبة الخضراء- هو أن يسجل حضوره في الدور المقبل من البطولة ويكرر الإنجاز الأفضل الذي تحقق في مونديال 94. صعوبة المهمة لم تغب عن المدرب الفرنسي والذي أكد في تصريحات نقلها عنه موقع FIFA “بأهمية أن يتحلى اللاعبون بالطموح، بقوله “الذهاب إلى كأس العالم دون طموح لا طائل منه. علينا أن نعتقد أن لدينا فرصة وأن ندفع أنفسنا إلى أقصى الحدود” فهل سيستجيب لاعبوه أمام منافسين كالأرجنتين، بولندا والمكسيك؟

ممثلا إفريقيا من العرب، تونس والمغرب يسجلان حضورهما المونديالي السادس بدوافع كبيرة هذه المرة، إذ سيكون الحضور الجماهيري غفيرًا من قبل المناصرين من الجالية العريضة المقيمة والزائرة كما تراءى عند استقبال بعثتيهما عند وصولها الدوحة، وهي ما سيشكل وقودًا للمنتخبين المغاربيين.
نسور قرطاج تراهن على الناخب الوطني جلال القادري في سعيها لتجاوز مرحلة المجموعات، والتي لم يسبق لها أن تخطتها، على الرغم من تدوينها لأول انتصارات العرب المونديالية على حساب المكسيك في مونديال 78. وسيتعين على المتخب التونسي مواجهة حامل اللقب في آخر مباريات المجموعة، والتي يكمح مناصروه أن تأتي بعد انتصارين على كل من الدانمارك وأستراليا، فهل ستأتي الرياح بما تشتهي سفن القادري؟
من جانبه، يتطلع أسود الأطلسي مع مدربهم وليد الركراكي أن يحملوا لواء المشاركات العربية عاليًا كونهه أول المنتخبات العربية الواصلة للدور ثمن النهائي في مونديال 86. لذلك قد تبدو الفرصة مواتية لرفقاء زياش لكتابة تاريخ جديد والذهاب لأبعد من هذه النقطة ولن يثنيهم عن لك الطموح وجود وصيف النسخة الأخيرة للمونديال “كرواتيا” ولا حتى بلجيكا، وإن أخفقوا في المواجهتين فلن تكون المواجهة الأخيرة أمام كندا بمثابة النزهة وسيكون الفوز الشرفي مطلبًا جماهيريًا.

تتباين فرص المنتخبات العربية في مشاركتهم المنتظرة، إلا أن الرهان الأكبر سيكون منعقدًا على الدعم الجماهيري المتوقع والذي لم يسبق أن حظيت به جل المنتخبات لابتعاد المحفل الكروي جغرافيًا عن المنطقة. إذن فالفرصة مواتية لأن تلعب المنتخبات في أجواء أشبه بتلك التي اعتادت أن تحظى بها في ملاعبها الوطنية، وعلى الجماهير أن تقوم بواجبها فهم اللاعب رقم 12.
