الواقع لايمنع الحلم !

أوراق اللعبة .. عامر تيتاوي
دون النظر الى النتائج التي تتحقق لكرة القدم السودانية، من خلال المشاركة في بطولتي كأس العرب التي انتهت قبل بضعة أيام بالدوحة، وبطولة الأمم الأفريقية التي انطلقت قبل أيام في المغرب، ومشاركة صقور الجديان في البطولتين بحد ذاتها، مكسب للكرة السودانية، وإثبات وجود في ظل الظروف الاستثنائية الصعبة التي يعيشها الشعب السوداني منذ ثلاث سنوات.
لن نحمل اللاعبين فوق طاقاتهم، ونلقي عليهم باللوم، اذا لم يحققوا النتائج التي نحلم بها، بالذات في بطولة الأمم الأفريقية التي تضم منتخبات من العيار الثقيل، ولديها العديد من اللاعبين المحترفين في الدوريات الأوربية الكبرى، ولا أقول هذا من باب التبرير اوايجاد الأعذار، ولكنني أقوله من منطلق الواقع المعاش، دون أن يمنعنا ذلك من أن نطالب لاعبينا بتقديم البذل والجهد والعطاء وإظهار أفضل ما لديهم في هذا المعترك الأفريقي الكبير، يأتي ذلك عطفا على النتائج اللافتة لصقور الجديان في تصفيات كأس العالم 2026، والتي تفوق فيها المنتخب السوداني على فريق كبير هو منتخب غانا الذي غابت نجومه السوداء عن سماء المغرب.
والمتابع لمسيرة المنتخب السوداني في المشاركات السابقة سواء تصفيات كأس العالم، أو البطولة العربية، يلحظ أن الصقور يبدأون بقوة، ثم يتراجع الأداء تدريجيا في المراحل المتقدمة من عمر البطولة، ففي تصفيات المونديال كنا قاب قوسين أو أدنى قبل ان نخرج من سباق التأهل في الخطوات الأخيرة، ونتنازل عن الحلم التاريخي بالتأهل لنهائيات كأس العالم، أمام قوة وخبرة المنتخب السنغالي “أسود التيرانجا” المدججين بترسانة من نجوم الصف الاول في كرة القدم، وخبرة المشاركة في البطولات الكبرى مثل كأس العالم.
نفس السيناريو حدث في بطولة كأس العرب، حيث البداية القوية أمام منتخب لبنان في التصفيات التأهيلية، وبذات القوة في مواجهة منتخب الجزائر في دور المجموعات، ثم انخفض تيرمومتر الآداء تدريجيا في مباراتنا أمام العراق وخسرنا في آخر ست دقائق من عمر المباراة وبهدفين سريعين ولم يكن لدى منتخبنا أي ردة فعل بعد نفاذ الطاقة وتراجع حالة التركيز الذهني، بينما تفاقم الأمر أمام البحرين، في المباراة الأخيرة وبدا واضحا إنخفاض معدلات اللياقة البدنية لدى اللاعبين، وتراجع اللياقة الذهنية خلال النصف الثاني من المباراة، وهذا يرجع الى عدم قيام دوري منتظم ومستقر لكرة القدم في السودان، برغم المحاولات القائمة من خلال الدوري التأهيلي ودوري النخبة، ومساعي إقامة الدوري الممتاز.
ليس هذا فحسب بل هناك مجموعة من العوامل المختلفة، مثل حالة الإرهاق التي أثرت على العمود الفقري للمنتخب ممثلا في لاعبي فريق الهلال، الذين خاضوا خلال عشرة أيام تقريبا ستة مباريات قوية، إثنتان في دوري أبطال أفريقيا، وأربعة في بطولة كأس العرب، والسفر المتواصل مابين الدوحة والكونغو، ورواندا، وبطبيعة الحال فإن عدم إنتظام البطولة المحلية يجعل خيارات المدرب في استدعاء اللاعبين للمنتخب محدودة جدا، وتكاد تنحصر في لاعبي الهلال والمريخ اللذان يشاركان في الدوري الرواندي، وبعض الأسماء من اللاعبين المحترفين، ويضاف الى ذلك عامل الإصابة الذي يعيق مشاركة بعض اللاعبين ذوي الخبرة، اللذين يصعب تعويضهم مثل رمضان عجب وسيف تيري والحارس محمد المصطفى.
ورقة أخيرة:
نتحدث بواقعية ولكن هذا لا يمنع الحلم والأمل بأن يقلب صقور الجديان التوقعات ويحققوا الآمال والتطلعات.
عامر تيتاوي



