كرة القدم لعبة منصفة في عمومها وفي معظم الأحيان تعطي كل ذي حق حقه ، رغم أنها في كثير من الأحيان يلعب فيها الحظ دورا كبيرا وكذلك التوفيق، لكنها كثيرا ما تبدو عادلة، تعطي من يعطيها.
في منتخب مصر وجه جديد للاعب صغير السن اسمه محمد عبد المنعم ،شارك احتياطيا ولكن إصابة الظهير الأيمن الأساسي أكرم توفيق دفعت به إلى تشكيلة المدرب كارلوس كيروش، وفي بداية مشاركة عبد المنعم كان الكثيرون يشفقون عليه من التجربة، خاصة أنه واجه في مشاركته الأولى في البطولة اللاعب النيجيري المزعج سيمون ، لكن عبد المنعم قدم أوراق اعتماده وواصل الصعود والتالق إلى أن اضطر المدرب لاشراكه في قلب الدفاع بسبب الحالات الطارئة وإصابة زميليه الونش أولا وحجازي ثانيا، ولم يخذل القادم الجديد مدربه ، وقدم أداء دفاعيا مميزا ورائعا، بل وسجل هدف المباراة الوحيد في مباراة صقور الجديان براسية ، وكان هو أيضا صاحب الراسية التي ارتدت من بين يدي حارس المغرب ياسين بونو ، ليسجل منها محمد صلاح هدف التعادل لمصر والذي انقلبت معه موازين المباراة لصالح المنتخب المصري.
امام الكاميرون صاحب الأرض والجمهور ازداد عبد المنعم توهجا وتالقا، وزاد عن مرمى منتخب مصر بكل صلابة وشجاعة وقوة شكيمة، بل وباسلوب يؤكد أنه لاعبا صغيرا في سنه، لكنه من طينة الكبار، فهذا اللاعب الصغير واجه كبار النجوم بعقل كبير وذكاء يتميز به المدافعون الكبار واصحاب الثقة ومن يلعبون ” بالعقل ” وليس بالأرجل فقط.
كرة القدم تلعب بكل الجوارح وليس بالاقدام فقط.
كرة القدم منصفة، وقد انصفت محمد عبد المنعم.
أما الطرف الأيسر فتوح فهو سيكون له شأن كبير عقب إنتهاء البطولة الأفريقية.
مصر هزمت الكاميرون بتقفيل المنافذ والاطراف وحرمت الأسود غير المروضة من إرسال الكرات العرضية المحسنة داخل المنطقة المحرمة إلى رأس بوبكر فنسنت وزميله ايكامبي ، فخرجت مصر بشباك نظيفة، وخرج فنسنت نظيفا كما دخل
ترفع القبعات للمدرب كيروش.
دوما يكال المديح وتبذل كلمات الإعجاب للهدافين وصناع اللعب، لكنني اخترت في “بورتريه” اليوم، مدافع ملهم إسمه محمد عبد المنعم.