جدار “كورتوا” وقفازاته.. حملت الملكي للتتويج
حسام عبد الكريم-
بعد تأجل الصافرة لأكثر من نصف ساعة، دخل اللاعبون اللقاء بحماس كبير، وكأنهم لم يتأثروا بالأحداث التي سبقت البداية. اندفاع ليفربول كان عنوانًا للدقائق الأولى من اللقاء، ولم يؤثر ذلك على ثبات لاعبي الريال، فتجربة الماضي القريبة كانت ترياقًا للتغلب على مثل هذه المواقف، وشيئا فشيئًا ساد الهدوء والحذر بالدخول في الحسابات الفنية.
ليفربول، وعلى الرغم من صعوبة الوصول للجمل المعتادة كالعرضيات من أسفل الطرف الأيمن والتي يزدهر فيها أرنولد وهنديرسون، أو التمريرة القطرية لصلاح في الجناح المعاكس، أو استهداف العمق بالتمرير الطولي بحثًا عن ماني أو لويس دياز، إلا أن الفريق نجح في تحقيق مواقف خطورة في مناطق الريال الدفاعية، مستعينًا بقدرات لاعبيه الفنية. في حين انحسرت الجمل التكتيكية بفضل منظومة الدفاع المدريدية إذ تراجع الخط الأخير بضع خطوات للخلف وتراجع معه خط الضغط الأول، فوقف لاعبوا الريال بتقارب كبير وفي مناطق متأخرة.
الخروج للهجوم لم يتم بشكل متتالي لريال مدريد، لأن الكرات الطولية لفينيسيوس تفشل في الوصول، وإن وصلت ينقطع عنه الدعم لابتعاد بنزيمة المتراجع للوراء، ولاتساع رقعة الملعب بالنسبة لخطوط الأبيض الملكي، والتي وقفت متباعدة. لذلك كان يوكل لمودريتش ربط هذه الخطوط بالتمرير وتحقيق الإزاحة الأمامية، لكن العملية لم تكن فعالة بالقدر الكافي للوصول لمناطق ليفربول الدفاعية، ولا حتى نجحت في تحقيق تفوق خلف فابينو وألكانتارا.
على وقع الهدف الملغي انتهى النصف الأول، ومباشرة دخل الملكي الشوط الثاني بنفس الروح التي خرج بها لغرف الملابس أملًا في استغلال حالة التراجع الذهني -المتوقع حدوثها- مع البداية. وحاول بنزيمة أن يعيد حبل الوصل بينه وفينيسيوس وقللا المسافة بينهما، في حين أخذ فالفيردي المبادرة في الجهة المقابلة معتمدًا على قدراته في حماية الكرة وانطلاقاته الشجاعة، التي رجحت الكفة للملكي بعد صعود الأوروغواياني من الجهة اليمنى متوغلا للمنطقة ومسددًا الكرة لتجد فينيسيوس المترقب في القائم البعيد، فحولها للشباك شبه الخالية قبل اكتمال الساعة.
تدخلات كلوب بعد ذلك ، لتعديل النتيجة والخلل الملازم لفريقه لم تُفلِح في إعادة المباراة لنقطة البداية، فخرج دياز وجاء جوتا دون الإضافة المرجوة، ثم لحق به فيرمينو ونابي كيتا وكلاهما لم يستطع الدخول في أجواء اللقاء بسرعة، لأن حالة التراجع الذهني لزملائهم كانت عائقًا لاحتواء فاعليتهم ونشاطهم. وبرغم أن الفرص كانت تلوح للكتيبة الحمراء بين حين وآخر، إلا أن النجاعة غابت لوجود جدار كورتوا الذي كان يستطيل بطول الكرات المسددة ويتمطى بعرض الملعب، وكأنه اخطبوط غطت أياديه الشباك، وحملت الريال لتتويجه بالكأس الرابعة عشر.
ريال مدريد، توّج مجددًا بلقب الأبطال وكأن الفريق قد بنى علاقة غرام مع البطولة، فحالما كان طرفا في المشهد الختامي جاءته صاحبة الأذنين طائعة، حتى وإن غازلها المنافس بتسع تسديدات مؤطرة، فاثنتان فقط كافيتان من الفارس ريال مدريد، وواحدة في الشباك اخضعتها مجددًا.