ميسي أم مودريتش.. من يكسب معركة الفرصة الأخيرة ؟
الدوحة: صراع كبير بين المنتخبين الأرجنتيني والكرواتي في مواجهة نصف نهائي كأس العالم FIFA قطر 2022 التي يستضيفها استاد لوسيل.
وتعد مواجهة اليوم، الفرصة الأمثل لكل من قائدي المنتخبين ليونيل ميسي ولوكا مودريتش على اعتبار أن النسخة الـ22 من المونديال ستكون الأخيرة لهما في مشوارهما.
ولا يمكن اعتبار المواجهة بين ميسي ومودريتش مجرد لقاء عادي، فهي بين نجمين استثنائيين تمكنا من قيادة منتخبي بلديهما إلى الدور قبل النهائي من المونديال للمرة الثانية في تاريخهما (ميسي 2014 ومودريتش 2018).
ولا ينحاز التاريخ إلى أي من المنتخبين الكرواتي والأرجنتيني على حساب الآخر في المواجهات المباشرة بينهما، فقد تعادلا في مباراة واحدة، وفاز كل منتخب بمباراتين، خلال خمسة لقاءات جمعت بينهما، لكن المباريات التي شهدت مشاركة ميسي ومودريتش تميل كفتها لصالح الأخير، حيث خاض المنتخبان 3 لقاءات بمشاركة النجمين، آخرها في دور المجموعات بمونديال روسيا 2018 وكان النصر فيها حليف زملاء مودريتش بثلاثية دون رد، تكفل هو شخصيا بتسجيل أحدها.. وفي مباراتين وديتين فازت كرواتيا في 2006 بثلاثة أهداف مقابل هدفين، بينما ردت الأرجنتين بالفوز بهدفين مقابل هدف واحد في 2014.
وسبق لميسي أن خاض نصف النهائي مع الأرجنتين في نسخة العام 2014 وتغلب حينذاك على المنتخب الهولندي بضربات الترجيح التي أوصلتهم للنهائي الحلم قبل الخسارة أمام ألمانيا بهدف دون رد.
بدوره تمكّن لوكا مودريتش من قيادة منتخب بلاده إلى نصف نهائي النسخة الماضية (روسيا 2018) بعد غياب دام 20 عاماً وتحديداً منذ مونديال فرنسا 1998.
لاعب وسط ريال مدريد الإسباني خاض خمس مباريات في كأس العالم FIFA قطر 2022، بواقع ثلاث مباريات في دور المجموعات أمام المغرب وكندا وبلجيكا، ومباراة في الدور الـ 16 أمام اليابان ومباراة ربع النهائي أمام البرازيل، بواقع 485 دقيقة، وبالرغم من أن اللاعب لم يغب عن أي مواجهة فإنه لم يتمكن من تسجيل أي هدف خلال 5 مباريات ونال لقب رجل المباراة في مواجهتي المغرب وبلجيكا.
من جهته رفع ميسي رصيده في النسخة الحالية إلى أربعة أهداف، ليصبح في المركز الثاني بقائمة هدّافي المونديال بالشراكة مع الفرنسي أوليفييه جيرو، وبفارق هدف خلف الفرنسي كيليان مبابي المتصدّر بخمسة أهداف، كما بات ثاني لاعب أرجنتيني يسجل أربعة أهداف في نسختين مختلفتين من المونديال بعد غابرييل باتيستوتا، وأول لاعب في تاريخ المونديال يصنع 5 أهداف في الأدوار الإقصائية.
وكان نجم برشلونة الإسباني السابق قد غاب عن التسجيل في الأدوار الإقصائية لكأس العالم، خلال 4 نسخ سابقة، قبل أن يكسر هذا الرقم أمام أستراليا في الدور ثمن النهائي ليقود منتخب بلاده لمواجهة هولندا.
ويستعد ميسي لكسر الرقم القياسي المسجّل باسم الألماني لوثار ماتيوس، والذي شارك في 25 مباراة بكأس العالم، حيث وصل ميسي أمام هولندا للمباراة 24، وأمامه فرصة خوض مباراة إضافية بعد مباراة كرواتيا في نصف النهائي.
وبإمكان ميسي تحقيق أرقام قياسية جديدة، فمع تسجيله لهدفه العاشر في تاريخه بكأس العالم في مباراة هولندا، بات أفضل هدّاف في تاريخ الأرجنتين بالمونديال، كما تساوى مع غابريل باتيستوتا نجم الأرجنتين السابق، كأفضل هدّاف دولي في تاريخ الأرجنتين.
ومن جانبه، خاض الكرواتي لوكا مودريتش 30 مباراة رسمية في البطولات الدولية والقارية والعالمية مع المنتخب الكرواتي، ووصل للمواجهة الـ30 في لقاء البرازيل بالدور ربع النهائي وهو رقم تاريخي للاعب بعمر الــ37 سنة.
ويعد مودريتش أكبر لاعب خط وسط شارك أساسياً في مباراة ربع نهائي بكأس العالم، منذ الألماني لوثار ماتيوس الذي حقق هذا الرقم في مونديال 1998 ضد كرواتيا، وقد يكون مودريتش أول لاعب يصل إلى نهائي المونديال في هذا العمر إن نجح في تخطي العقبة الأرجنتينية.
فيما واصل ليونيل ميسي صاحب الــ 35 عاما تألقه في البطولة، بعدما أحرز هدفا من ركلة جزاء في شباك هولندا.
وشارك ميسي في خمس مباريات في النسخة الـ22 من المونديال وبلغت دقائق اللعب 480 دقيقة، وسجّل أربعة أهداف في مرمى منتخبات كل من السعودية، المكسيك، أستراليا، وهولندا. فيما صنع تمريرتين حاسمتين، وحصل على بطاقة صفراء واحدة.
ميسي يُعد الهدّاف التاريخي لمنتخب بلاده برصيد 95 هدفاً، ويمتلك 170 مباراة دولية، كأكثر اللاعبين مشاركة بقميص الأرجنتين، فيما يتصدّر مودريتش قائمة الأكثر خوضاً للمباريات مع المنتخب الكرواتي برصيد 160 مباراة دولية.