انطلاق فعاليات النسخة العاشرة من قمة “أسباير” العالمية لأداء وعلوم كرة القدم
الدوحة: انطلقت اليوم فعاليات النسخة العاشرة من قمة أسباير العالمية لأداء وعلوم كرة القدم، والتي تقام بالتزامن مع الذكرى العشرين لتأسيس أكاديمية التفوق الرياضي أسباير، وذلك بمشاركة ممثلين عن الأندية والاتحادات الكروية والمنتخبات من مختلف أنحاء العالم وحضور عدد من مسؤولي الأكاديمية.
وأكد السيد إيفان برافو المدير العام لأكاديمية أسباير المدير الفني للاتحاد القطري لكرة القدم، خلال افتتاح القمة، أن هذا الحدث الكروي البارز ينعقد بالتزامن مع مرور 20 عاما على تأسيس أكاديمية التفوق الرياضي أسباير، مستعرضا تجربة الأكاديمية في بناء جيل جديد تمكن من صناعة التاريخ للكرة القطرية بعد الحصول على لقبين قاريين والتتويج بكأس آسيا 2019 و2023.
ونوه بالنجاح الكبير الذي حققته أسباير بشهادة العديد من خبراء كرة القدم في العالم، وهو ما يعكسه الحضور البارز للمدربين من الدوريات الأوروبية الكبرى للقمة، كما أشاد بدور الأكاديمية في رفد المنتخب القطري لكرة القدم بلاعبين متميزين.
وشدد برافو، في ختام كلمته، على ضرورة العمل على تطوير كرة القدم على مستوى الشباب، قائلا:” إن علم دولة قطر بات يرفرف فوق منصات التتويج العالمية في مختلف الألعاب والرياضات وهدفنا رفع سقف الطموحات وكتابة التاريخ”.
من جانبه، تحدث فرانشيسكو فاريولي المدير الفني لفريق أياكس الهولندي، خلال جلسات القمة، عن تجربته مع عالم التدريب وبداية مسيرته داخل أكاديمية أسباير قبل أن يصبح مديرا فنيا لأحد أهم الفرق الهولندية لكرة القدم.
وشارك فاريولي الحضور رؤيته التي اكتسبها من مشواره التدريبي بعد أن ظهر في مقطع مصور عن بدايته كمدرب في أسباير، حيث استعرض تجربته التدريبية بالأكاديمية عام 2015 وكيفية اندماجه وحصوله على الخبرات بالأكاديمية والتعلم من التجارب طوال السنوات التي قضاها بها.
وأعرب مدرب أياكس الهولندي عن سعادته لتواجده في قطر والعودة من جديد إلى أكاديمية أسباير من خلال القمة العالمية، مشيدا بما حققه المنتخب القطري باحتلاله الصدارة في الكرة الآسيوية بعد الفوز بكأس آسيا في النسختين الأخيرتين.
كما تطرق فاريولي إلى ربط التكنولوجيا بطرق ونظام اللعب وبناء الاستراتيجيات لتطوير الأداء وكيفية اتخاذ القرارات وتدارك الأخطاء خلال الدفاع والهجوم أثناء المباريات وتنوع الأساليب من خلق خلل لدى المنافس من أجل زيادة فرص التسجيل.
وشدد مدرب أياكس على أهمية الأولويات في كرة القدم الحديثة من خلال إعداد اللاعبين القادرين على تنفيذ كافة الحلول خلال المباريات وكذلك إجبار المنافس على فقدان الكرة وزيادة الضغط وكذلك الاستحواذ على الكرة عبر سيناريوهات مختلفة يتم التدرب عليها.
وعلى هامش فعاليات النسخة العاشرة من قمة أسباير العالمية لأداء وعلوم كرة القدم، تم تنظيم فقرة بعنوان دردشة نجوم بحضور المدرب الفرنسي رودي غارسيا ومواطنه كريستوف غالتييه، بالإضافة إلى عدد من المدربين في أندية الدوري الإنجليزي وكوكبة من نجوم كرة القدم السابقين.
كما أقيمت العديد من ورش العمل بمشاركة ممثلين عن الأجهزة الفنية للاتحادات الكروية بالإضافة إلى أعضاء مجتمع زملاء أسباير حول العالم الممثلين لأكثر من 50 ناديا واتحادا وطنيا، لمناقشة آخر مستجدات علوم الرياضة والتطوير وكل الجوانب المتعلقة بالتكوين الفيزيولوجي للاعبين من خلال تطبيق طرق واستراتيجيات علمية حديثة.
وتمحورت النقاشات حول استكشاف التغييرات والابتكارات في كرة القدم خلال السنوات العشر الأخيرة ومستقبل أداء كرة القدم.
من جانبه، أكد البروفيسور فالتر دي سالفو المدير التنفيذي لقمة أسبايرالعالمية لأداء وعلوم كرة القدم، أن القمة التي انطلقت للمرة الأولى في العاصمة الفرنسية باريس عام 2014 تعد مشروعا يثري الكرة العالمية، مشيرا إلى أنها نجحت على مدار نسخها التسع الماضية بتقديم رؤى جديدة لأساليب كرة القدم الحديثة على صعيد التكوين والفئات العمرية.
وقال دي سالفو، خلال فعاليات النسخة العاشرة من القمة، إن أكاديمية أسبايرتعتزم نقل تجاربها للعديد من الدول من خلال زيارات ميدانية قام بها فريق من الأكاديمية لعدة مدن في أمريكا الجنوبية وزيارة ملعب فريق أستوديانتيس الأرجنتيني في منطقة لابلاتا، وكذلك هناك زيارات ستشمل القارة الآسيوية في الفترة المقبلة.
وأَضاف المدير التنفيذي أن القمة أوجدت إرثا مهنيا يخدم كرة القدم العالمية، منوها بالحضور المحلي والعالمي الواسع لأعمال القمة.
بدوره، استعرض المدرب الفرنسي رودي غارسيا تجربته التدريبية مع العديد من الفرق التي دربها في فترات سابقة، وكذلك نجوم كرة القدم ممن عاصرهم خلال رحلته مع ناديي روما ونابولي في الدوري الإيطالي، وعلى رأسهم نجم المنتخب الإيطالي السابق فرانشيسكو توتي والمصري محمد صلاح الذي لعب لفريق روما تحت قيادته.
وأشار غارسيا إلى أنه كان معجبا باحترافية النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي أشرف على تدريبه في نادي النصر السعودي، إذ كان من أوائل الحاضرين للتدريبات وآخر المغادرين، كما أبدى المدرب السابق لنابولي الإيطالي إعجابه بالنجم المصري محمد صلاح، الذي دربه خلال فترة احترافه في نادي روما، قائلا: صلاح يمتلك إمكانيات استثنائية ساعدته ليصبح من أفضل لاعبي العالم.
وحول مسيرته المهنية وفلسفته في عالم التدريب، أوضح المدرب الفرنسي أنه لم يتخيل يوما أن يصبح مدربا رغم شغفه الكبير بكرة القدم، مشيرا إلى أن والده كان مدربا، لكنه لم يتول تدريب أندية كبيرة، ما جعل تجربته فريدة ومفاجئة له.
وقال غارسيا إنه محظوظ بقيادة أندية كبيرة خلال مسيرته، منوها في هذا الصدد بتجربته مع نادي سانت إيتيان الفرنسي في عام 2001 التي شكلت منعطفا هاما في مسيرته، كما تحدث عن أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في حياة اللاعبين، لكنه في الوقت ذاته أشار إلى أن الضغط الناتج عنها يكون ثقيلا عند الهزيمة، مؤكدا على ضرورة التعامل بحذر مع هذا النوع من الإعلام.
وأعرب عن قلقه بشأن اللاعبين الذين يخوضون مباريات كثيرة في الوقت الحالي، وحث الهيئات الحاكمة وروابط الدوريات على النظر في كيفية حماية اللاعبين.
وأشار إلى أن فلسفته التدريبية تعتمد على الاستحواذ على الكرة وخلق المساحات للوصول إلى المرمى، حيث يرى أن هذه الطريقة تزيد من فرص تحقيق الفوز، الذي بدوره يضمن للمدرب الاستمرارية لفترات أطول في مسيرته.
أما الفرنسي كريستوف غالتييه مدرب فريق الدحيل فقال إن دخوله عالم التدريب كان بفضل شغفه الكبير بكرة القدم، معربا عن شعوره بالفخر لما حققه حتى الآن خلال مسيرته.
وأضاف أنه تابع العديد من المدربين على رأسهم السير اليكس فيرغسون المدير الفني السابق لمانشستر يونايتد الإنجليزي وكذلك الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدرب الحالي لريال مدريد الإسباني، مؤكدا أنهما يعدان قدوته في عالم التدريب.
وأكد غالتييه ضرورة إعداد الفريق للمباريات من خلال الحصص التدريبية، ولكن عندما تبدأ المباراة يأتي الدور على اللاعبين حتى في غرفة الملابس.
وحول قيادته لكل من ليونيل ميسي ونيمار وكيليان مبابي في فريق واحد عندما أشرف على تدريب باريس سان جيرمان، قال غالتييه: “ثلاثة لاعبين مذهلين للغاية وبدون أدنى شك هو حلم تحقق بالنسبة لي وأمر رائع للغاية تواجدهم في الفريق نفسه”.
وفيما يتعلق بمهمته الحالية مع الدحيل متصدر ترتيب الدوري القطري، قال: “هدفي مع الدحيل تحقيق الانتصارات وكان ينبغي تغيير الفلسفة التدريبية في هذه المهمة الجديدة سواء في طريقة التعامل مع اللاعبين خاصة أن البعض منهم يقضي سنوات طويلة رفقة الفريق عكس الأندية الأخرى.. أشركت بعض اللاعبين الشباب من طلاب أكاديمية أسباير في المباراة السابقة للفريق في كأس QSL واكتشفت الجهود الكبيرة للأكاديمية من خلال ما شاهدته، وقد سمعت الكثير من الأشياء عن أكاديمية أسباير قبل قدومي للدوحة”.
وتمثل قمة أكاديمية أسباير العالمية لأداء وعلوم كرة القدم، التي تختتم أعمال نسختها العاشرة غدا الثلاثاء، قيمة مضافة لكرة القدم العالمية من خلال المحاضرات وورش العمل والمناظرات القيمة التي يتم تداولها من طرف خبراء عالميين وممثلين عن الأندية والاتحادات الكروية العالمية فيما يتعلق بالتكوين على مستوى الفئات السنية والشباب، وهو ما يتماشى ورسالة الأكاديمية ورؤيتها في تكوين جيل رياضي رائد من الأبطال في الرياضة والحياة، وبخاصة خبرة الأكاديمية في التكوين في مجال كرة القدم من خلال برامجها التدريبية والعلمية المتطورة ومنشآتها وكوادرها التدريبية العالمية.