آراء ومقالات

لتتوقف الإصابات في الهلال السعودي

د. وائل يحي محمد علي

تتوالى الضربات على نادي الهلال السعودي، ليس فقط من خصومه على أرض الملعب، بل من عدو صامت ينهش في جسد الفريق: الإصابات العضلية المتكررة. فمنذ إصابة ألكسندر ميتروفيتش بعد 13 دقيقة فقط من انطلاق مباراة الفريق الأخيرة، كان واضحًا أن الأمر يتجاوز مجرد سوء حظ، بل هو مؤشر على خلل أعمق يتعلق بالحالة البدنية العامة للفريق وبرامج الاستشفاء المعتمدة.

إصابات متلاحقة… ودلالات مقلقة


لم تمر أيام حتى لحق جواو كانسيلو بركب المصابين، ليُعلن عن غيابه لفترة قد تصل إلى 8 أسابيع بسبب إصابة عضلية. وكأن العدوى انتقلت سريعًا، لتظهر بعدها إصابة رينان في عضلات الحوض، ما يزيد الأعباء على المدرب خورخي جيسوس ويضع أكثر من علامة استفهام حول جاهزية الفريق البدنية.

المدرب جيسوس حاول الدفاع عن موقفه، مشيرًا إلى أن إصابة ميتروفيتش في العضلة الخلفية ليست جديدة، بل هي مشكلة متكررة للاعب، وكأن ذلك يبرئ ساحته من المسؤولية. لكن الحقيقة أن تكرار الإصابات يعني فشل البرنامج العلاجي في تخليص اللاعب من هذه المشكلة الجسدية وهو بالأكيد يعني أالامالمنتقل من العمود الفقري ..والعمودي الفقري كثيرا ما يهمل بالعلاج والبرنامج الاستشفائي… كما أن الحديث عن ضغط المباريات لم يعد مبررًا مقبولًا، فالهلال نادٍ كبير يمتلك الإمكانات المادية والبشرية التي يجب أن توفر للاعبين أحدث وسائل الاستشفاء لتقليل فترات الغياب وتسريع العودة للملاعب.

الاستشفاء… الحلقة الأضعف


يمكن تشبيه المنظومة الطبية في الهلال بصندوق فاكهة لم يُخزن بشكل جيد؛ إذا ظهرت ثمرة فاسدة، سرعان ما ستنتقل العدوى للأخرى. اللاعبون هم الثمار، وبرنامج الاستشفاء هو أسلوب التخزين، وعندما يكون هذا البرنامج دون المستوى، يصبح من الطبيعي أن نرى إصابة تتلوها أخرى، حتى قبل أن يتعافى المصابون السابقون.

ظهور بعض اللاعبين بمستوى ذهني ضعيف خلال مباراة الأهلي، مثل خاليدو كوليبالي وسافيتش، هو مؤشر إضافي على الإرهاق البدني والذهني، وكأن الجميع يترقب الإصابة التالية. وهذه الحلقة المفرغة لن تُكسر بمجرد تغيير المدرب أو الاستغناء عن المصابين، لأن القادم سيتعرض لنفس الظروف، ما دام البرنامج الطبي لم يشهد إصلاحًا جذريًا.

رحلة محفوفة بالمخاطر إلى بختاكور


ومع خسارة الهلال لمواجهة بختاكور في دوري أبطال آسيا، تزداد المخاوف من تأثير السفر والإرهاق على اللاعبين، خاصة في ظل تراجع الحالة البدنية الحالية. فالسفر لا يقتصر على مشقة التنقل، بل يشمل تغييرات الضغط الجوي، واضطرابات النوم، والتأقلم مع بيئة جديدة، وكلها عوامل قد تفاقم الأزمة البدنية.

كلمة أخيرة
لا أحد ينكر أن الهلال فريق كبير محليًا وقاريًا وعالميًا، لكن استمرار نزيف الإصابات بات خطرًا حقيقيًا يهدد طموحات الفريق. ما لم يتم إعادة النظر بجدية في برامج الاستشفاء والتأهيل البدني، ستظل الإصابات كابوسًا يؤرق الهلال في كل محطة.

نتمنى أن تكون مواجهة بختاكور في لقاء الإياب يوم الثلاثاء المقبل، صفحة جديدة خالية من الإصابات، وأن نرى الهلال في أفضل حالاته، ليس فقط فنيًا، بل بدنيًا أيضًا.


المركز القطري للتشخيص والعلاج بالحجامة
صوفيا – بلغاريا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى