آراء ومقالات

الهلال.. قلبُ واحد، هدفُ واحد، سودانُ واحد..

بقلم نجلاء نورين

في سودانٍ يبحث عن الأبطال
في خضم عاصفة تحرق الأخضر واليابس
وفي قلب سودان يئن تحت وطأة الحرب، يصدح نغم الهلال عاليا، وكأنه يعلن للعالم أن الروح السودانية لا تزال قوية و لن تنكسر، وأن الحب للوطن أقوى من كل ألم . في لحظة يقف فيها الزمن، وفي بلد يعيد كتابة تاريخه بدماء السودانيين، يقف الهلال شامخا، يحمل على عاتقه مسؤولية إسعاد شعب بأكمله، يقف لاعبو الهلال كصخرة صماء تواجه أعتى أمواج العواصف.

فريق الهلال، هذا العملاق الوطني الذي يمثل آمال وطموحات الملايين، يخوض معركة أشد شراسة من معارك الملاعب، معركة الدفاع عن الهوية والانتماء. ففي الوقت الذي يعاني فيه السودان من أسوأ أزمة إنسانية في الكوكب، وتشهد فيه الأوضاع الأمنية تدهورا مستمرا، يقدم الهلال نموذجا يحتذى به في الصمود والتحدي.

كان فوز المنتخب الوطني على غانا وتأهله إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية بمثابة شرارة أطلقت العنان لحماس الجماهير السودانية، وأعادت الأمل إلى القلوب و النفوس الحزينة. والآن، يقف الهلال على أعتاب مواجهة تاريخية أمام مازيمبي الكنغولي، في بطولة الأندية الأفريقية، وهو يحمل على عاتقه مسؤولية الحفاظ على هذا الزخم الإيجابي.

ولعل انتقال اللاعب أبو عاقلة إلى الدوري الليبي يمثل اختبارا حقيقيا لقدرات المدرب فلوران الذي نجح في بناء فريق متماسك ومتجانس، يعتمد على اللعب الجماعي والروح القتالية. فغياب لاعب الارتكاز الأساسي يفرض على المدرب مهمة صعبة، ولكننا على ثقة من قدرته على إيجاد الحلول المناسبة.

مباراة الأحد هي فرصة ذهبية للاعبين المحترفين في صفوف الهلال لإثبات جدارتهم، وتسويق أنفسهم إلى الأندية الأوروبية. ففي ظل هذه الظروف الصعبة، يعتبر الأداء المميز في البطولات القارية هو السبيل الأمثل للوصول إلى العالمية.

إن الهلال السوداني ليس مجرد فريق كرة قدم في هذه المرحلة الحرجة من عمر البلاد، بل هو رمز لوحدة الشعب السوداني، وأمل المستقبل. ففي كل مرة ينجح الهلال في تحقيق انتصار، يعزز ذلك من روح التفاؤل لدى الشعب السوداني ، ويبعث رسالة للعالم بأن السودان لا يزال قادرا على النهوض والتقدم.

شكرا جزيلا لاعبي الهلال الأبطال الخارقين، شكرا لجهازكم الفني والإداري على الجهود المبذولة، نتمنى لكم كل التوفيق في مباراتكم المقبلة. ونؤكد أن الشعب السوداني بأكمله معكم و خلفكم قلبا وقالبا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى