دكتور وائل يحي محمد علي
صوفيا – بلغاريا
خرج ميتروفيتش بعد ١٣ دقيقة فقط من مبارة فريقه الهلال امام الاتحاد ..وثلاثة عشر دقيقة لا تقود ابدا للإصابة إلا إذا كان الخيارات المتاحة لتفسير هذه الاصابة خيارين لا ثالث لها. الاول هو عدم تقييم جيد لحالة اللاعب واقحامه للمشاركة في المباراة من قبل الجهاز الطبي للهلال وهو مصاب وهذا احتمال ضعيف حيث إن اللاعب يملك من الخبرات الطويلة والاحترافية مما يجعله لا يجازف باللعب وهو ليس في جاهزية كاملة ..ويملك من الكاريزما مما يجعله لا يستمع للجهاز الطبي للنادي اذا اصر عليه باللعب…أما الاحتمال الاخر وهو المرجح ان الألم الذي اصاب العضلة الخلفية للاعب ماهو إلا الألم المنتقل من العمود الفقري وليس اصابة حقيقية في ألياف العضلة والتي لايمكن أن تصاب في ١٣ دقيقة للاعب في قيمة ميتروفيتش ويلعب في فريق عالمي وهو الهلال السعودي.. وهذا التفسير هو الاحتمال الوحيد خاصة وان الهلال أعلن بعدها غياب اللاعب لمدة ثلاثة أسابيع، وهو ما لم يحدث، حيث يخوض منذ أيام برنامجا تأهيليا ويضطر مدربه جورج جيسوس لاستبعاده من المباريات بناءً على قرار الجهاز الطبي والذي قرر ايضا استبعاد صاحب الـ30 عامًا عن مواجهة الغد أمام الخلود، ضمن الجولة الـ22 من دوري روشن السعودي حيث أكد الجهاز الطبي للهلال عدم جاهزية اللاعب بعد لخوض المباريات، بل الأدهى أنه “لا يمكن حتى الآن وضع موعد محدد لعودته للمشاركة!”.
وسوف يواصل ميترو برنامجه التأهيلي ما بين صالة الإعداد البدني للتقوية والملعب، من أجل استعادة المعدل اللياقي وحساسية الكرة تحت إشراف المعد البدني البرتغالي نونو رومانو، إذ يفضل الجهاز الطبي عدم مشاركته حتى تكتمل جاهزيته..
وهنا نقول ان اللاعب دخل في دوامة التشخيص الخاطئ وبالتالي العلاج الخاطى..حيث لا تنطبق بروتوكولات علاج العضلة الخلفية المعروقة علي ميتروفيتش لانه ببساطة ألم في العضلة الخلفية وهو منتقل من فقرات الظهر القطنية الخامسة والعجزية الاولي والذي يشابه الم “عرق النساء” الشائع لدي كبار السن..لم يتم حتي الآن اخضاع اللاعب لعلاج الفقرات ولن يتم ذلك والي حينها سبتأرجح اللاعب بين كونه جاهزا..و بين أنه لم يكتمل شفاءه و أن الاصابة تجددت حيث ان المشكل الأساسي لم ولن يعالج..وبذلك يفتقد الهلال لمجهودات اللاعب المهم ..كما يفتقد بنفس الفهم لمجهودات مجموعة من اللاعبين المصابين ممن لم تشخص اصابتهم بدقة أمثال ياسر الشهراني ورينان وتامبكتي والذين يحتاجهم الهلال في قادم المناسبات المحلية والقارية والعالمية .. ربما هذا الشي هو الذي قد يفسر تألق نيمار في البرازيل حيث لعب في ثلاث اسابيع مع سانتوس اكثر مما لعب ١٧ شهرا مع الهلال .وكذلك يفسر خسارات الهلال ونزيف النقاط في دوري روشن حيث ان الأرجح مشاركة لاعبين غير مكتملي الجاهزية مادام الميزان الطبي للهلال يقيس بطريقة متروفيتش الذي غادر الي صربيا ولن يعود بالجديد ..حيث ان الالم المنتقل في الرياضة لا يندرج تحت قائمة الاصابات الرياضية والتي تقدمها المراجع الطبية نفسها في الرياض او بلغراد او واشنطن…والايام ستكشف المثير والكثير من الاصابات في الهلال السعودي
