قطر دوما دوحة للعرب ..

عامر تيتاوي
شكلت النسخة العاشرة من بطولة كأس العرب التي استضافتها قطر في العام 2021 ، تطورا تاريخيا مهما لمسيرة البطولة التي انطلقت في مطلع ستينيات القرن الماضي، حيث أقيمت نسختها الأولى في بيروت عام 1963.
لقد أعادت قطر للمونديال العربي البريق، ووضعته في قلب الأجندة الدولية، وعززت انطلاقتها نحو العالمية من خلال الاعتراف الدولي للبطولة التي أصبحت تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم.
أحدثت النسخة العاشرة تحولا عظيما في مسيرة البطولة من كل النواحي من خلال التنظيم الرائع والمحكم، حيث توجهت أنظار العالم نحو الملاعب القطرية التي تستضيف بطولة كأس العالم 2022 أي بعد سنة واحدة من بطولة كأس العرب التي جاءت بمثابة تجربة حقيقية للمونديال الاستثنائي الذي وعدت قطر في حينها العالم به، وقد أوفت بالعهد من خلال الاستضافة التاريخية لبطولة كأس العالم، عبر البني التحيتية والمنشآت الرياضية الضخمة التي شيدتها قطر استعداد لاستضافة العالم في رحاب تلك الملاعب والاستادات المهيأة بكل سبل النجاح، وقد أجريت مباريات كأس العرب في تلك النسخة الاستثنائية على ستة ملاعب مونديالية، يسبقها حفل افتتاح فني وعرض بصري راق، وقد حققت البطولة نسبة عالية من الحضور الجماهيري الذي ملأ مدرجات الاستادات التي استضافت مباريات المنتخبات الستة عشرة التي خاضت البطولة، والتي سبقتها مباريات التصفيات .
اليوم ونحن على أعتاب انطلاق النسخة الحادية عشرة من بطولة كأس العرب، فإن كل المؤشرات تؤكد أننا أمام حلقة جديدة من النجاح القطري في استضافة البطولات، وهو النجاح الذي أغرى الاتحاد الدولي لكرة القدم لاعتماد اقامة البطولة في قطر لثلاث نسخ في 2025 و2029 و2033، حرصا للمحافظة على الزخم الذي اكتسبته البطولة العائدة الى الظهور بعد سنوات من الغياب امتدت من العام 2012 حيث أقيمت النسخة التاسعة من كأس العرب.
إن الاستهلالية الجماهيرية لبطولة كأس العرب بتظاهرة الجماهير من خلال مسيرة المشجعين التي أستضافها ميناء الدوحة القديم على مسار الواجهة البحرية لمدينة الدوحة بمشاركة اعداد كبيرة من المشجعين اللذين يمثلون الدول المشاركة في البطولة، أننا مقبلون على نسخة جماهيرية استثنائية، لأن المسيرة تجسد روح المحبة والتلاحم بين الشعوب العربية وتعكس الرغبة في تجسير علاقات الأخوة بين جميع الشعوب العربية على أرض الدوحة، كما تمثل هذه البداية المميزة نقطة الانطلاقة للحضور والزخم الجماهيري الكبير المتوقع خلال مباريات البطولة بما يفوق النسبة العالية التي تحققت للبطولة قبل أربعة سنوات.
ورقة أخيرة
تتجدد مشاركة منتخبنا الوطني السوداني هذه المرة في كأس العرب ولكن بطعم مختلف فبرغم الألم والحزن الذي يخالج نفوس السودانيين للظرف الصعب الذي يمر به الوطن فإنهم يتمنون أن يولد الفرح ولو من بين أقدام صقور الجديان ثم تعلو بسمة صغيرة وجه طفل سوداني.
عامر تيتاوي




